اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 209
[إملاء 64]
[معنى التوقع في قوله تعالى: {فلعلك تارك}]
وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك} [1]: ألفاظ التوقع إذا وردت من الله تعالى فهي محمولة على التوقع من المخاطب كقوله تعالى: {لعله يتذكر} [2]، بمعنى: اذهبا على توقعكما ذلك. وقوله: فلعلك تارك، بمعنى: أن التوقع منك للترك حاصل لأجل هذه العلة والتعنت المذكور، وهو قولهك: {لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك} [3]. والله أعلم بالصواب.
[إملاء 65]
[معنى قوله تعالى: "لو كنت أعلم الغيب"]
وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} [4]: إن قيل: قد علم أنه لا يقع إلا ما أراده [5] الله تعالى: وما يريده الله تعالى متحقق في علمه لا يتيغر، فكيف يستقيم أن يفعل من علم الغيب ما لم يكن فاعلاً له لو لم يعلم؟. فالجواب: أن مما علمه الله تعالى وأراده أن الأفعال لا يقع من العالم بها في الغالب إلا ما هو نفع له غير مضر، فاستقام أن يقال: لو كنت أعلم بالغيب، لأنه كان يكون المقدر من أفعاله أكثرها ما هو خير له، فكأنه قيل: لو كنت أعلم الغيب لكان الواقع مني من الأفعال أكثرها خير لي [6]. والله أعلم بالصواب. [1] هود: 12. [2] هود: 12. [3] في س: أراد. [4] طه: 44. [5] الأعراف: 188. [6] المتكلم هو الرسول عليه السلام. وفي معنى الآية أقوال: منها: لو كنت أعلم ما يريد الله عز وجل مني قبل أن يعرفنيه لفعلته. ومنها: لو كنت أعلم متى يكون لي النصر في الحرب لقاتلت فلم أغلب. ومنها: لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح. انظر القرطبي 7/ 336، إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس 1/ 655، معاني القرآن للفراء 1/ 400.
اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 209